کد مطلب:323800 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:371

المقدمة: المرأة المسلمة فی مواجهة البهائیة لماذا؟
سورة التوبة، الآیة 71.@ صدق الله العظیم.

و للنساء نصیب فی الأجر و الثواب؛ بتقریر القرآن الكریم. یقول الله تبارك و تعالی: «ان المسلمین و المسلمات و المؤمنین و المؤمنات و القانتین و القانتات و الصادقین و الصادقات و الصابرین و الصابرات و الخاشعین و الخاشعات و المتصدقین و المتصدقات و الصائمین و الصائمات و الحافظین فروجهم و الحافظات و الذاكرین الله كثیرا و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجرا عظیما» [1] .

ذلك أن مكان المرأة فی الاسلام: لیس مكانا مقررا باعتبارها امرأة فحسب؛ و لكن باعتبارها «انسانا» كرمه الله تعالی؛ و تبارك أحسن الخالقین: و أهمیة البحث هنا اذن؛ حول المرأة المسلمة فی مواجهة البهائیة؛ ترتكز علی مكان الانسان فی العقیدة الحق؛ و الدعایة المزیقة التی یروج لها البهائیون حول مساواة النساء بالرجال؛ و هی الفكرة التی تدعیها الدعایة البهائیة للترویج لها بین النساء خاصة؛ و الشباب من الجنسین عامة؛ لأن البهائیة لا تخاطب «العقل» و لكنها تخاطب «الغرائز»؛ و لذلك ركزت الدعایة البهائیة علی هذه الفكرة فی اطار «مبادئها» الاساسیة التی تروج لها فی كل مكان. فنحن تقرأ فی كتاب
«بهاء الله و العصر الجدید» «ان احدی الأنظمة الاجتماعیة التی جعل بهاء الله بهاء أهمیة عظیمة هی مساواة النساء بالرجال» [2] .

و یعتبر البهائیون هذا المبدأ من أعظم مبادئهم؛ و یكثرون من الترویج له بین الناس. و فی الوقت الذی یستخدم البهائیون «الشعارات البراقة» التی تحمل مضمونا عكسیا مثل شعار (المساواة بین النساء و الرجال). فانهم یحملون من التناقضات التی تكشف عن تخبط كثیر؛ ما یجعلنا تربط بین البهائیة و بین عقوبة الفطرة؛ و نقوم بحق دیننا الحنیف فی كشف المخططات التی لا تستهدف هدم الكیان الاسلامی فحسب، و انما تستهدف هدم الكیان الانسانی العام؛ لصالح حكماء صهیون.

فاذا كان كل اجتماع انسانی یتجه الی غایة رابطة؛ و تتضافر الجهود كلها للوصول الی هذه الغایة؛ فان غایة هذا الكتاب هی الغایة الانسانیة العالیة غایة فعل الخیر و تجنب الشر الذی تروج له البهائیة و المذاهب الهدامة فی الشرق و الغرب؛ مستهدفة المرأة و الكیان الأسری فی صمیمه.

و الواجب علی كل امرأة مسلمة و غیر مسلمة أن تواجه هذه الشر الصهیونی المنبع البهائی الشكل؛ حفظا للنفس و العقل و النسل و الدین و المال. و هی الأمور التی بنیت علیها الدنیا؛ و لذلك وجب علی كل مجتمع فاضل أن یجعل غایته المحافظة علیها، و دفع الآفات الاجتماعیة - مثل البهائیة - التی تحاول أن تعرض مصلحة من هذه المصالح للضرر؛ و نهتدی فی منهج هذا الكتاب بحرص الشرع الاسلامی علی أمرین أساسیین:

اولهما: جلب المنفعة لأكبر عدد ممكن من المجتمع.

ثانیهما: دفع الضرر؛ و قرر الشرع الاسلام أن دفع الضرر مقدم علی جلب
المنفعة اذا تساوت المنفعة مع الضرر، أو لم یكن تفاوت واضح بینهما، و الضرر البهائی یكمن فی تستره وراء دعایة براقة؛ یخدع بها ذوات النیات الحسنة؛ و من أجل هؤلاء و اولئك أقدمنا علی تألیف هذا الكتاب عن المرأة المسلمة فی مواجهة البهائیة؛ حتی تواصل دورها فی تكوین الأجیال الانسانیة التی تصنع الحضارة؛ و تحقق كلمة الله علی الأرض.

و لقد اقتضانا المنهج العلمی فی هذا الكتاب أن نقسمه الی سبعة فصول: فخصصنا الفصل الاول لدراسة النظرات الهدامة للمرأة و التی ارتبطت بعقوبة الفطرة؛ و لا سیما فی البهائیة. أما الفصل الثانی فقد تركز حول دراسة اكذوبة المساواة بین الرجال و النساء كما تروج لها البهائیة فی دعایتها لاستهواء الناس؛ و بینا المعنی الحقیقی للمساواة فی القرآن الكریم، و دحض أكاذیب البهائیة.

و خصصنا الفصل الثالث لدراسة طبیعة المرأة؛ فی ضوء اكتشافات العلم و بحوث العلماء؛ و واجهنا البهائیة بها لكشف أكاذیبها حول المرأة؛ و قدمنا عددا من الشهادات الهامة التی تؤید ما نذهب الیه.

و جاء الفصل الرابع بعنوان «المرأة و دین الفطرة» لتتعرف فیه علی سبیل الخلاص للانسانیة؛ كما یحدد منهجه القرآن الكریم. و ناقشنا مزاعم البهائیة و المبشرین حول المرأة المسلمة؛ و قدمنا شهادات لكبار المفكرین الاوربیین المنصفین، فی مقدمتهم جارودی.

و یكشف الفصل الخامس عن ارتباط البهائیة بالصهیونیة و محاولاتها لتنفیذ مخططات حكمائها فی تدمیر الحیاة الاسریة للأممیین (غیر الیهود).

أما الفصل السادس فیكشف عن اباحة المحرمات فی البهائیة كوسیلة من وسائل هدم الكیان الاجتماعی الانسانی.

و ناقشنا فی الفصل الأخیر قضیة تعدد الزوجات و حكمة الاسلام فیها؛ مفتدین
ما تدعیه البهائیة من أكاذیب یناقض بعضها بعضا.

و جاءت خاتمة الكتاب لتبین مكانة المرأة فی القرآن الكریم و كیف كرمها الله سبحانه و تعالی أفضل تكریم.

و نرجو أن نكون قد وفقنا فی هذا البحث؛ و الذی حاولنا فیه أن نلتزم بالمنهج العلمی قدر المستطاع؛ و نسأل الله التوفیق، فجل من لا یخطی ء تحیزا أو قصورا فی عالم البشر.

[1] سورة الاحزاب، الآية 35.

[2] بهاء الله و العصر الجديد، ص 48.